“هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.” (رؤ 3: 20).
فى الصلاة يفتح المؤمن قلبه ويسكب نفسه امام الله ويشاركه بحب عن كل ما يدور فى اعماقه, فالمؤمن يحتاج بصفة يومية ان يدخل إلى محضر الله وان يقف امامه وتكون كل حواسه منجذبه نحوه.
فصلاة هى علاقة حب وثقة يعبرعنها بالكلام
“يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ،” (مز 63:1).
“كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ.” (مز 42: 1).
الصلاة هى اشتياق النفس إلى الوجود مع الله فهو مصدر شبعها الحقيقى , يجب ان نثق ان الصلاة هى مصدر قوتنا ونمونا الروحى.
الصلاة متاحة لنا فى كل مكان وزمان فالله يشتاق لنا ويحب ان نجلس معه فهو قال وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.” (أم 8: 31).
لان الصلاة هى قوة عظيمة لها تأثير كبير على المؤمنين , هى ليست عبارة عن طلبات تقدم لله فقط وإنما هى علاقة حية للتواصل مع الله وتقديم الشكر له وطلب معونته , فهى تغير الظروف وتفتح ابواب البركات .
فصلاة بحد ذاتها ليست فريضة بل كلاماً حراً مع الرب بكل تلقائية وصراحة , فهى خالية من التعليمات التى تسبب نوعاً من القيود لانها علاقة شخصية وحوار مفتوح مع الله ومتبادل وتفتح مجالاً للتعبيرعن الحب والثقة والأمتنان الذى نشعره تجاه الله.
الصلاة ليست واجب ابداً ولا تكرار لبعض الكلمات والنصوص المحفوظة لكنها فى المقام الأول غذاء روحى ينمى المؤمن.
الصلاة هي أمر جوهري للغاية واحتياج أساسي ان يكون لنا علاقة شخصية روحية بالله لأن لها تأثير كبير على كل جوانب حياتنا النفسية والروحية لان الله هو المصدر الوحيد للحياة الحقيقية، فهو الخبز الحي النازل من السماء، وهو الماء الحي الذي يعطي الحياة، لذلك فالصلاة هي الطريقة الأساسية التي يمكننا بها أن نتغذى ونرتوي ونشبع من الله.
ومن خلال الصلاة يعلن الله عن ذاته لنا وعن افكاره ومقاصده لحياتنا فنتلامس معه ونراه لأنه يريد أن نكون فاهمين ومدركين ماذا يريد الله لنا، ومنا أن نصنع ونحقق في حياتنا الشخصية وأيضاً ماذا يريد منا أن نحقق على هذه الأرض من مشيئته .
طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي» (مزمور 25 : 4) ,عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ.» (مزمور 103 :7)


No comment